قرية ذي عين التاريخية تحتفظ بـ 58 قصراً تراثياً. إن قرية ذي عين هي إحدى قرى تهامة زهران، وتتكون من 85 منزلاً تراثي تتراوح مابين الدور إلى الخمسة أدوار شيدت على قمة جبل أبيض. وكما تشتهر بزراعة الموز البلدي والكادي والنخل الباسق ، وبعض الموارد الطليعية الأخرى مثل المانجو والجوافة. كذلك تشتهر بجودة الصناعات اليدوية، والأكلات الشعبية. وهي تضم مسجداً ومصطبة بجانب الشلال، كما تمتاز القرية بعين ماء عذبة جارية على مدار العام تسقي الوجهات الزراعية .
إعادة تأهيل قرية ذي عين
قامت هيئة السياحة السعودية بتخصيص مبلغ 16 مليون ريال سعودي، للقيام بعملية تأهيل قرية ذي عين وترميمها وتطويرها لتصبح مزاراً سياحياً. بالإضافة إلى بناء مركز للزوار، وإنشاء أماكن لتناول مطعم ودورات مياهٍ عامة.
تحتفظ قرية “ذي عين” التراثية الواقعة في جنوب غرب مدينة الباحة السعودية بتاريخها على مر السنين. والتي تتميز بغزارة أمطارها خلال فصل الصيف، الأمر الذي يجعلها بيئة ناجحة للزراعة ومكاناً مناسباً للسياحة. وهي تقف قرية شامخة بمبانيها الأثرية المتناسق بشكل هرمي على قمة الجبل الأبيض.
كما شيد في هذه القرية 58 قصراً تراثياً، والمبنية بالحجر، على جبل من المرو الأبيض. كذلك ترتبط قصورها بمسارات عدة، وتصاميم وارتفاعات مختلفة. كما أن القرية ما زالت نابضة بالماء العذب، وكانوا قديماً يشربون من مياهها النقية.
كما كانت القرية شاهدة على الكثير من الغزوات، التي حدثت بين القبائل، قبل أن يتم توحيد المملكة العربية السعودية، على يد الملك عبد العزيز آل سعود. ومن أكثر هذه الغزوات شهرةً، المعركة التي حدثت بين جيش قبيلتي زهران وغامد، وجيش محمد علي باشا، والتي أسفرت عن هزيمة جيش محمد علي باشا، ويطلق على مكان دفنهم مسمى “قبور الأتراك”.
ما هو سبب تسمية القرية بهذا الاسم؟
كثرت الأقاويل والأساطير حول سبب تسمية القرية بهذا الاسم فالبعض يرجع سبب تسمية القرية بهذا الاسم لوجود عين المياه الجارية بها طوال العام. و لكن هناك قصة أسطورية تسيطر على اهالي القرية و البعض يعتبرها سبب تسمية القرية الحقيقي. ولكن لا يعرفون من اين بدات هذه الاسطورة ومن الذي ابتدعها يقولون أن هناك شخص في قديم الزمان يعرف بالمبصر وهو الذي يستكشف مواقع آبار المياه.
سقطت عليه عصا في احد أودية المياه الغزيرة بالمياه وغنية بالمياه. ويقال أن هذه العصا مجوفة وبداخلها مسحوق يساعد في تقوية النظر وكان هذا سيساعده في تحديد مسارات المياه تحت الارض. ولأهمية هذا المسحوق بالنسبة له فقد وضع عليه قطعة من الفضة ولها نصل من الفضة أيضا. ولكنه لم يستطيع استخراج العصا من الوادي ولكنه بقدرته على تتبع مسارات المياه تحت الارض مشى وراء خط سير مياه الوادي الحاملة للعصا حتى وصل لموقع القرية الحالي.
وعندما وصل نادى في اغهل القرية أنه هناك كنز لهم تحت الارض وأنه هو الوحيد الذي يستطيع استخراجه لهم. ولكن بشرط ان الماء الذي سيخرج من الارض فهو لهم اما الذي سيخرج مع الماء فهو له. وبالتالي وافق أهل القرية على أمره لهم بالحفر في المكان الذي شاور عليه.
وطبعا هو المكان الذي توقفت فيه العصا وبعد حفر لم يدم طويلا حوالي نصف متر طلب منهم التوقف واندفعت المياه من بين صخرتين. وخرجت معها عصا الرجل كالسهم وبسبب قوة الدفع اصابت عين الرجل وفقاتها فاخد الرجل عصاه وغادر من القرية .
الأعمال التطويرية
ويفخر أهالي القرية بقريتهم بعد تلك الأعمال التطويرية فشموخهم كشموخ قلاعهم. وثباتهم من دولتهم كثبات جبال السروات، وعطائهم مع زوار قريتهم كعطاء نبع مياههم وإنتاج مزارعهم. حيث يعمل أبناء المجتمع المحلي منذ مئات السنين بقانون سقيا الري لمزارعهم حتى الآن ( أطواف مزارع ذي عين).
والطواف : هو دوران الماء حول مجموعة من الوجهات الزراعية ، وتبلغ عدد أطواف مزار القرية 12 طوفاً. وكل طوف يشمل مجموعة من الوجهات الزراعية تتضمن طوف الجهلان، وطوف السعيد، وطوف أبو قعود، وطوف الظواهر، طوف الخصران. علاوة على وطوف بلاد الحسين وطوف قطاع عجارم وطوف الغماس، وطوف العليا. بالإضافة إلى طوف ركيب النخلة ،وطوف المحفوظ ،وطوف السد الأسفل .
كما أوضح مدير جمعية قرية ذي عين التراثية يحيى بن عارف العمري بأن القرية تستقبل العديد من الوفود والزوار من داخل المملكة وخارجها للاطلاع على تراثها وتاريخها. مؤكداً حرص المجتمع المحلي على الاهتمام بالقرية وتقديم كرم الضيافة لزوارها. علاوة على ذلك، كان قدماء أهل القرية يعتمدون من خلال المياه العذبة على ري النخيل ومزارع القمح، لكن في الوقت الحاضر تنتج الموز والريحان والكادي.
كذلك ما زال أهالي القرية يحافظون على (التّبع) وهو عملية تتبع المياه من نبع العين. ثم مروراً بمجراها وتنظيفها من مخلفات أوراق الأشجار خاصة في فصل الخريف وصولاً إلى المزارع.
الشلالات والمصبات
خارج قرية ذي عين، توجد منطقة منبسطة تسمى “العيينة”، الطريق إليها مرصوفة بالحجارة. وهي ساحة تعتبر نقطة تجمع لأهالي القرية لإقامة الحفلات الشعبية كالأفراح والأعياد، والفعاليات والمناسبات المختلفة. وكما ترتبط بمنبع ماء من العين في الجبل، يستقي منها الأهالي، وتستخدم لري المزروعات.
ومن المثير للدهشة في هذه القرية الساحرة أن بيوتها تترابط فيما بينها عبر ممرات داخل البيوت نفسها، حيث يستطيع الزائر أن يزور كل بيوت القرية دون أن يخرج من أي منها.
كما إن لعين الماء أسفل سفح جبل القرية مصبات، تشبه الشلالات، يسمي أهل المنطقة كل مصب باسم، مثل مصب “اللواء” وغيره. وهناك مواقع أخرى جميلة ورائعة، يسحرك فيها انسياب الماء وجريانه، مثل موقع “خرار”. وحول القرية جبال عالية تكسوها الخضرة، تحتضن أشجارا ونخيلا وأعشابا متنوعة. وقد اعتمد السكان الأصليون للقرية قديمـا نظامـا لتقسيم مياه العين. بحيث تصل إلى جميع المزارع والبساتين حسب نوع وحجم المزرعة، ويعرف بنظام “الشرب”.
أما بالنسبة لمناخ القرية فهو يتأثر بموقعها فهى ترتفع عن مستوى البحر بحوالى 1985 متر تقريبا. ولكونها في منطقة منخفضة بالباحة فمناخها حار صيفا معتدل شتاءا. وبسبب وقوعها بين كتلة من الجبال فالامطار تسقط غزيرة جدا في فصل الصيف ومتوسطة في الشتاء. و عادة مايؤدي لكثرة الاشجار تكون السحب والغيوم ونزول امطار رعدية وهذا المناخ جيد للزارعة .
الزراعة في القرية
تشتهر القرية بوفرة مزارع الموز ويرجع السبب لهطول الأمطار الكثيرة. علاوة على وجود عين الماء طوال العام لأن شجر الموز يحتاج الى مياه كثيرة جدا. لذلك فان مزارع الموز تتواجد بوفرة وتشتهر بزارعة انواع كثيرة من الفواكهه ايضا وكل مزارع يسقى من العين على حسب كبر مزرعته .
كما تنتج القرية انواع كثيرة وعديدة من الفواكهه والأعشاب الطبيعية والخضروات أيضا مثل :
الموز ، المانجو ، الكادي ، الريحان ، الياسمين ، الليمون ، التمر ، السفرجل ، اليوسف ، البرتقال ،العليق ، الرمان ، العنب ، البطيخ ، الفطر ، النعناع ، الهيل ، البن ، الكمثرى ، الفجل ، البصل ، الطماطم ، الخيار ، الخس ، الجرجير ، الجزر .
ولمعرفة آخر أخبار العروض والتخفيضات في المملكة