الذكاء الاجتماعي:
الذكاء الاجتماعي: يعرف الذكاء الاجتماعي بأنه القدرة على الانسجام والتآلف الجيد مع الآخرين وكسب تعاونهم معك،
وكما يقول فيكتور هوجو: “بأن هناك شيء أقوى من كل جيوش العالم، ذلك الشيء هو فكرة جديدة حان وقتها؟”.
نعم إنه ذكاء من نوع مختلف، وهو يتجاوز حدود حاصل الذكاء IQ، وكما وضع “أرل ألبرخت” في كتابه الذكاء الاجتماعي أبعاداً لهذا الذكاء وجمعها بخمسة أبعاد، وهي الوعي الموقفي،
وهو كأنه رادار اجتماعي، أو هو القدرة على قراءة المواقف وتفسير سلوكيات الآخرين في تلك المواقف،
وفقاً لأهدافهم المحتملة، وحالتهم العاطفية، وميلهم إلى التواصل، والحضور، ويشار إليه غالباً بمصطلح التأثير،
بالإضافة إلى أنه مجموعة كاملة من الإشارات التي يعالجها الآخرون ليتوصلوا منها إلى انطباع تقييمي للشخص، والأصالة، والوضوح
أي القدرة على تفسير أفكارك وصياغة آرائك، والتعاطف، وهي الإحساس المشترك بين شخصين، الذي يتجاوز معنى الكلمة المنحصر في إبداء الشفقة تجاه الآخرين.
وهو القدرة على بناء العلاقات بنجاح والتعايش في كل البيئات الاجتماعية بشكل سليم، لأن مجتمعاتنا تركز بشكل كبير على ذكاء الكتب ومعدل الذكاء العقلي، لكن علاقاتنا الاجتماعية تؤثر على جزء أكبر من حياتنا.
علامات الذكاء الاجتماعي
يُظهر الأشخاص الأذكياء اجتماعياً السمات الأساسية التي تساعدهم على التواصل والتواصل مع الآخرين و منها:
الاستماع الفعّال (Effective Listening)
الشخص الذي يمتلك ذكاء اجتماعي لا يستمع فقط للرد ولكنه يهتم حقاً بما يقوله الاشخاص،
من جهة أُخرى يقوم الأشخاص الآخرون بإنهاء المحادثة معتقدين أنهم قد وصلوا إلى المعلومة المطلوبة و قاموا بالتواصل الصحيح.
مهارات المحادثة (Conversational Skills)
نجد عند من يتقن فن الذكاء الاجتماعي بأن لديه مهارات المحادثة التي تمكنه من إجراء مناقشة مع أي شخص عمليا.
و تجدهم لبقون و يملكون روح الدعابة، وصادقون في هذه المحادثات، ويذكرون تفاصيل كثيرة حول الأشخاص من حولهم لذا لديهم مقدرة بإدارة الحوار ليكون أكثر وضوحا و فعّالية.
مهارة إدارة الانطباع (Impression Management Skills)
يُعتبر الأشخاص أذكياء اجتماعياً من خلال الانطباع الذي يتركونه عند الآخرين.
وهو توازن دقيق بين إدارة الصورة التي يصوروها للآخرين من جهة والتحكم فيها وبين أن تكون ” أصيلاً ” بشكل معقول والسماح للآخرين برؤية الذات الحقيقية، ربما يكون هذا هو العنصر الأكثر تعقيداً في الذكاء الاجتماعي.
عدم الدخول بالجدل (Lack of Arguing)
يدرك الشخص الذي يتمتع بذكاء اجتماعي أن الجدل أو إثبات نقطة حوار معينة،
بجعل شخص آخر يشعر بالسوء ليس هو السبيل للحقيقة أو الأمور الصحيحة.
إذ أنه لا يرفض تماماً أفكار الآخرين، بل يستمع إليها بذهن متفتح حتى عندما لا تكون فكرة يتفق معها شخصياً.
كيفية البدء بتطوير الذكاء الاجتماعي:
يمكن أن تساعد بعض الاستراتيجيات الشخص على بناء المهارات الاجتماعية بشكل صحيح، ومن هذه الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد على تطوير الذكاء الاجتماعي:
الانتباه السليم للبيئة المحيطة بنا
الأشخاص الأذكياء اجتماعياً يكونون ملتزمين ويهتمون بالإشارات الاجتماعية الدقيقة لمن حولهم.
إذا كنت تعتقد أن شخصا ما في حياتك لديه مهارات قوية مع الأشخاص، فراقب سلوكه وكيفية تفاعله مع الآخرين.
دراسة لغة الجسد و استعمالها بشكل مستمر
من أهم خطوات تطوير الذكاء الاجتماعي هو لغة الجسد السليمة
، لأنها تساهم بعملية التواصل الصحيح مع البيئة المحيطة بنا و ايصال الفكرة أو التعبير عن المشاعر بشكل صحيح.
العمل على زيادة الذكاء العاطفيعلى الرغم من أن الذكاء العاطفي يشبه الذكاء الاجتماعي، إلا أن الذكاء العاطفي يتعلق بشكل أكبر بكيفية التحكم في عواطفك وامكانية التعاطف مع الآخرين.
يمكن للشخص الذكي عاطفياً التعرف على المشاعر السلبية و الايجابية والتحكم فيها، مثل الإحباط أو الغضب، أو النجاح و الفرح،
فعندما يكون في بيئة اجتماعية مقاربة، أو مر بنفس تلك الظروف، يستطيع أن يقوم بالحكم الصحيح أو أداء المهمة الموكلة اليه بنجاح.
احترام اختلاف الثقافات
على الرغم من أن معظم الناس يتعلمون مهارات الأشخاص من عائلاتهم وأصدقائهم والمجتمع المحيط بهم، فإن الشخص الذكي اجتماعياً يدرك أن الآخرين قد يكون لديهم استجابات وعادات مختلفة بناءً على تربيتهم.
لذا يعمل دائما على تتبع المعرفة الاجتماعية و عادات الشعوب و الابتعاد عن التنمر و العنصرية بأي شكل من الاشكال،
فهذه سمة مهمة لأصحاب الذكاء الاجتماعي، أي أنهم قادرين على تفهم كافة الشعوب و العادات بغض النظر عن قناعاتهم الشخصية.
الحفاظ على قيمة ومكانة الأشخاص
يتمتع الأشخاص الأذكياء اجتماعياً بعلاقات عميقة مع الأشخاص المهمين بالنسبة لهم،
لذا يحرصون على التفاهم المستمر معهم و الابتعاد عن المشاكل و يعملون بشكل مستمر على تقوية هذه العلاقات وتعزيزها.
“هنا يجب الانتباه من فخ النفاق الاجتماعي، لأن تقدير مكانة الأشخاص المقربين يجب أن ينبع من القلب فقط وليس المصلحة المؤقتة”