صناعة الصوف

صناعة الصوف:

صناعة الصوف:الصوف هو عبارة عن ألياف حيوانية تُمثل الطبقة الواقية للثدييات الشعرية (بالإنجليزية: Hairy Mammals) مثل الأغنام، والماعز والإبل،

وقد استخدم الإنسان منذ القِدم الصوف لِيَكسو نفسه، حيث صنع منه نسيجاً استخدمه في صناعة الملابس،

[١] كما صنع من الصوف السجاد والبطاطين وغيرها من المُنتجات، تحافظ المنسوجات الصوفية على رونقها وجمالها حيث إنها تقاوم الانكماش،

وهي سهلة التنظيف، وقادرة على امتصاص الرطوبة، والصوف عازل للحرارة والبرودة،

جميع هذه الصفات جعلت منه الخيار الأفضل لصناعة السُترات، والمعاطف، والجوارب، والقفازات وغيرها.

مراحل صنع الصوف

إن أول خطوة لتصنيع الصوف هي إنماؤه، ويكون ذلك بتربية المواشي التي يؤخذ الصوف منها، مثل: الجمال، والماعز، والأغنام،

وبتوفُر مصدر الصوف يمكن البدء بصنعه عن طريق الجز، ومن ثم التنظيف والفرز أو التصنيف،

ومن ثم الغزل، وبعدها عملية صناعة النسيج التي تتضمن عمليات التشطيب وإنهاء النسيج،[٤] وفيما يأتي بيان لكل عملية:

الجز او القص

تتم عملية الجز أو القص مرة واحدة كل عام، وعادة ما تكون في فصل الربيع أو في بداية فصل الصيف،

وفي بعض الدول قد يحصل الجز مرتين كل عام، والصوف الذي ينتُج من الجز هو الصوف الخام، أو الصوف الشحمي

ويستخدِم معظم جزازي الأغنام آلات جز كهربائية وهناك أيضاً العديد من الجزازين يجزون الأغنام باستعمال أيديهم بدلاً من الآلات،

يمكن للواحد منهم جز ما يقارب 200 رأس من الأغنام بشكل يومي، وإنتاج ما يقارب 6-18 رطلاً أو ما يعادل 2.7-8.1 كغم من الصوف،

ويجز الصوف كقطعة واحدة عادة ومن ثم تصنف الجزة إلى أجزاء تبعاً للمنطقة المأخوذة منها،

فعلى سبيل المثال يعتبر الصوف الذي يغطي جوانب الأغنام وأكتافها هو أفضل أنواع الصوف، أما الصوف المأخوذ من أسفل الساقين فيعتبر أقل جودة.

الفرز والتصنيف

في مرحلة الفرز والتصنيف يصنف الصوف وفقاً لطول الألياف ونعومتها، حيث يختلف طول الألياف تبعاً لنوع المواشي التي أُخذ الصوف منها ومصدرها،

مثلاً الصوف الأسترالي المارينو يكون طول الألياف 3-5 بوصة،

أما السلالات المأخوذة من تكساس وكاليفورنيا فيكون طول الألياف 2.5 بوصة تقريباً،

وهناك أنواع من الصوف يصل طولها إلى 15 بوصة،[٣] وإن معرفة طول الألياف يعد أمراً ضرورياً لتحديد العمليات اللازمة من الغزل والنسيج

تنظيف الصوف

يحتوي الصوف الخام على العديد من الأوساخ والرمال والزيوت والعرق الجاف الذي ينتج عن أجساد الأغنام، ويجب تنظيفه جيداً قبل نسجه وغزله،

وفي التنظيف يوضع الصوف في حمامات قلوية خاصة تحتوي على مزيج من الماء والصابون والصودا أو أي مادة قلوية مماثلة لها،

وبعد انتهاء التنظيف تعصر البكرات الخاصة بآلات التنظيف الماء الزائد من الصوف،

والجدير بالذكر أنه لا يتم تجفيف الصوف تماماً بعد تنظيفه،

حيث يعالَج بالزيت لإعطائه المرونة للتعامل معه بسهولة، وينتج عن تنظيف الصوف منتجات ثانوية مثل مادة اللانولين (بالإنجليزية: Lanolin) المستخرجة من زيوت الصوف بعد إزالتها والتي تستخدم في العديد من المنتجات الأخرى مثل مطريَات اليدين وبعض من مواد التجميل الأخرى.

تمشيط الصوف

بعد تنظيف الصوف يجب تمشيطه أو تسريحه، يمرَر الصوف خلال سلسلة من الأسنان أو الأسلاك المعدنية الرفيعة، وتفك الأسنان أو الأسلاك التجاعيد والتشابكات الموجودة في الألياف الصوفية،

وتزيل الألياف القصيرة وتبقي الألياف الطويلة التي يتم ترتيبها على هيئة شريط مسطح يسمى النسيج، والذي يحوَل فيما بعد إلى خيوط رفيعة تسمى بالشلة أو الفضة،

وتزيل عملية التمشيط أي أوساخ أخرى عالقة لم تزَل خلال عملية التنظيف،

غزل الصوف

تختلف صناعة الخيوط بعد التمشيط وفقاً لطول الألياف، فالألياف الممشطة تستخدم في صناعة الغزل الصوفي،

في حين تستخدم الألياف الممشطة الفرنسية في صناعة الغزل الجوخي،

وبعد تمشيط الألياف تشد الشلة وتلوى لتصبح خيوطها أرفع وتسمى بالسحب الفتلي أو السلك،

حيث تلوي آلات الغزل السلك على شكل غزل، ويكون الغزل الصوفي منفوشاً ومزغباً،

في حين أن الغزل الجوخي يكون ناعماً وذا ألياف متوازية وجيدة الالتواء،

والجدير بالذكر أن آلات الغزل الصوفي تختلف عن آلات الغزل الجوخي، فالغزل الصوفي يتم باستخدام آلة النول، في حين أن الغزل الجوخي يتم باستخدام عدد من آلات الغزل الأخرى.

وينسج خيط الصوف من خيطين أو ثلاثة أو أربعة يتم جدلها مع بعضها البعض، ويسهل جدلها وتماسكها لأن الألياف الصوفية تتماسك بطبيعتها

وبعد انتهاء النسج يلف الخيط الناتج على بكرات أو مخاريط،

وهناك ما يعرف بالغزل الفردي، وفيه يؤخذ الخيط ويلوى ويتم لفه على بكرة بسرعة عالية جداً،

ويكون الخيط في الغزل الفردي رقيقا جداً، والجدير بالذكر أن الخيط المستخدم في عملية الغزل كمادة خام هو خيط ناتج عن عملية تسمى السحب (بالإنجليزية: Drafting)،

حيث تسحب الألياف لِتصبح رفيعة جداً جاهزة للغزل.

صناعة النسيج

في عملية النسيج تستخدم طريقتان أساسيتان، وهما النسيج العادي أو البسيط (بالإنجليزية: Plain Weave)،

والنسيج القطني الطويل (بالإنجليزية: Twill)، أما الغزل الصوفي فيتم إنتاجه باستخدام النسيج العادي،

ونادراً ما يستخدم في الغزل الصوفي الطريقة الأخرى، ويكون النسيج الناتج ناعماً وليناً وعديم اللمعان أو بلمعان خفيف جداً،

أما الغزل الجوخي فهو أكثر نعومةً وإحكاماً وترتيباً وينسَج باستخدام طريقة النسيج القطني، وهو مكلف أكثر من النسيج الصوفي العادي.

تمر المنسوجات الصوفية بلمسات أخيرة لإكسابها الملمس والشكل المطلوبين، فبعض المنسوجات الصوفية تنقَع بالماء وتمرَر خلال دلافين،

وهذه العملية تكسب القماش قوة إضافية وتساعد على تلبده وتشابكه،

أما المنسوجات الجوخية فتتعرض إلى مرحلة التشبُع، وفيها يوضع النسيج في ماء مغلي ثم في ماء بارد، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة قوته،

وبعد اللمسات الأخيرة يحوَل النسيج إلى المنتجات والأقمشة المختلفة،

وهناك بعض المنسوجات تتقلص عند تنظيفها تنظيفاً جافاً، ولتفادي ذلك يقوم بعض من صناع الصوف بتقليص النسيج بشكل مسبق بالقيام بعمليات خاصة بالتقليص.

يمكنكم متابعة أخبار السوق عبر موقعكم بلاش نت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *