تجارب مذهلة قد تقودنا لعلاج التوحد وذلك باستخدام بكتيريا تتحدث للدماغ. يعتبر مرض التوحد أحد الاضطرابات التابعة لمجموعة من اضطرابات التطور المسماة باللغة الطبية “اضطرابات في الطيف الذاتويّ” (Autism Spectrum Disorders – ASD). والتي تظهر في سن الرضاعة، قبل بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات، على الأغلب. كما إن للتوحد الكثير من الطرق المتبعة في علاجه وكلما زاد البحث وتطور زادت معه طرق لعلاج التوحد. فقد أصبح التوحد مرض العصر وغموض أسبابه جعله يكون محط للكثير من الباحثين. وقد توصلت دراسة حديثة إلى أن الفئران تحمل الكثير من البكتيريا في أحشائها. وتؤثر هذه البكتيريا المعوية على كيفية عمل أدمغة القوارض. فما هي علاقة هذه البكتيريا بشبكات المخ ومرض التوحد. هذا ما سنتعرف عليه في المقال التالي.
تجارب مذهلة قد تقودنا لعلاج التوحد
سعى باحثون من تايوان والولايات المتحدة لمعرفة كيفية تأثير بكتيريا الأمعاء على نشاط شبكات المخ العصبية المسؤولة عن تشكل السلوك الاجتماعي على وجه التحديد. وذلك بحسب ما نشره موقع “Live Science” نقلًا عن مجلة “Nature”.
كما هو معروف أنه عندما يصادف الفأر فأرًا لم يسبق أن التقاه من قبل على الإطلاق، فإنهما سوف يشمان شوارب بعضهما بعضا ويتسلقان فوق بعضهما بعضا. بالضبط مثل السلوك المعتاد من كلبين، في الحدائق العامة على سبيل المثال، عندما يستقبل كل منهما الآخر. ولكن لوحظ أن فئران التجارب، الخالية من الجراثيم والتي تفتقر إلى بكتيريا الأمعاء. تقوم بتجنب نشاط أي تفاعلات اجتماعية مع الفئران الأخرى وبدلاً من ذلك تظل منعزلة بشكل غريب.
كما قال الباحث الرئيسي في الدراسة وي لي وو، أستاذ مساعد في جامعة تشينغ كونغ الوطنية في تايوان وزميل زائر في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا: “إن العزلة الاجتماعية في الفئران الخالية من الجراثيم ليست بالأمر الجديد”. لكن أراد هو وفريقه البحثي فهم سبب هذا السلوك غير المستقر. وهل تؤثر البكتيريا المعوية فعليًا على الخلايا العصبية في مخ الفئران وتقلل رغبة القوارض في الاختلاط.. حيث اعتقد في المرة الأولى التي سمع فيها هذا الأمر أن الأمر يبدو مذهلا ولا يصدق.
كيف تمت التجربة؟
قارن الباحثون نشاط الدماغ وسلوك الفئران الطبيعية مع مجموعتين أخريين :
- هي الفئران، التي تمت تربيتها في بيئة معقمة لتكون خالية من الجراثيم.
- الفئران المعالجة بمزيج قوي من المضادات الحيوية استنفد بكتيريا الأمعاء.
كما اعتمدت التجارب على مفهوم أنه بمجرد أن تدخل الفئران الخالية من الجراثيم إلى بيئة غير معقمة. فإنها ستبدأ في التقاط دفعة من البكتيريا على الفور لمرة واحدة فقط. ومن ثم كانت الفئران المعالجة بالمضادات الحيوية أكثر تنوعًا ويمكن استخدامها في تجارب متعددة.
كذلك وضع الفريق الفئران الخالية من الجراثيم والمعالجة بالمضادات الحيوية في أقفاص بها فئران غير معروفة لمراقبة تفاعلاتها الاجتماعية. وقد تجنبت المجموعتين من الفئران التفاعل مع الغرباء. وبعد هذا الاختبار السلوكي لهذه الفئران، أجرى الفريق العديد من التجارب لمعرفة ما كان يحدث في أدمغة الحيوانات والتي ربما تكون السبب وراء هذه الديناميكية الاجتماعية الغريبة.
وكما شملت التجارب أبحاث حول c-Fos، وهو جين يعمل في خلايا الدماغ النشطة. وبالمقارنة مع الفئران العادية، أظهرت الفئران المصابة بالبكتيريا المستنفدة نشاطًا شديدًا لجين c-Fos في مناطق الدماغ المشاركة في استجابات الإجهاد، بما في ذلك منطقة ما تحت المهاد واللوزة والحصين. وقد ترافق هذا الارتفاع في نشاط الدماغ مع ارتفاع في هرمون الإجهاد المسمى الكورتيكوستيرون في الفئران الخالية من الجراثيم والمعالجة بالمضادات الحيوية.
استخدام دواء معين
وكذلك اشتملت التجارب المذهلة على تشغيل الخلايا العصبية في مخ الفئران وإيقافها حسب الرغبة باستخدام دواء معين. وكما لاحظ الباحثون أن إيقاف تشغيل الخلايا العصبية في الفئران المعالجة بالمضادات الحيوية يؤدي إلى تعزيز التواصل الاجتماعي تجاه الغرباء. في حين أن تشغيل تلك الخلايا في الفئران العادية نتج عنه حالة تجنب للتفاعلات الاجتماعية بشكل مفاجئ.
ولمعرفة آخر أخبار العروض والتخفيضات في المملكة